خلاصة الكلام في التفريق بين الإسلام والإيمان - للشيخ د. صلاح الخلاقي

                                                                    بسم الله الرحمن الرحيم

                           (خلاصة الكلام في التفريق بين الإيمان والإسلام)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

    فإن من أهم ما ينبغي أن يهتم به المتخصص في أقوال الفرق والطوائف المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة النظر في منشأ ضلال وانحراف ما ذهبوا إليه، فإن انحرافات أهل الضلال منشأها الانحراف في أصل متفق عليه عند أهل السنة والجماعة ومن ثم نشأت عنه انحرافات فرعية متعددة، وحينئذ فالتضليل والتبديع يكون وفق المخالَفة للأصول المتفق عليها، ولا يعني ذلك عدم الإنكار على من وافق المخالفين في المسائل الفرعية عن تلك المخالفة.

ومسائل الأصول في باب الإيمان التي تعتبر أول المسائل التي حصل فيها الاختلاف عند أهل القبلة، والتي عُني أئمة السلف بتقريرها وتبديع من خالف فيها: القول في مسمى الإيمان وأنه قول وعمل، ويتفرع عن هذا الأصل ثلاثة أصول:

الأول: الزيادة والنقصان في الإيمان.

الثاني: مسألة الأسماء؛ ويراد بها أسماء أهل الإيمان والدين، والعصاة من المسلمين، وما يتعلق بشأنهم في دار الدنيا من تسميتهم مؤمنين أو فساقاً أو غير ذلك.

الثالث: مسألة الأحكام: ويراد بها أحكام أهل الملة في الآخرة من جهة الثواب والعقاب.

ولذلك سميت مسائل هذا الباب (مسائل الأسماء والأحكام).

ويتفرع عن ذلك مسألتان ليستا من الأصول على التحقيق؛ فالمخالف فيهما لا يعتبر مبتدعاً ما لم يكن منشأ قوله منشأ قول أهل البدع:

المسألة الأولى: التفريق بين اسم الإيمان والإسلام.

المسألة الثانية: الاستثناء في الإيمان.

فالخلاف الوارد فيهما عن السلف الصالح إما هو من باب الخلاف اللفظي أو خلاف تنوع في العبارات والتوجيهات للنصوص الواردة في ذلك، والاتفاق حاصل في حقيقة المعنى والحكم المترتب عليه، ولذلك كان الخلاف يسيراً.

وقد أحببت أن يكون هذا البحث مقتصراً على توضيح مسألة التفريق بين اسم الإيمان والإسلام، مبيناً الأصول المعلومة المتفق عليها، ثم بذلك يتوصل إلى معرفة الحقيقة المتنازع عليها، وموضحاً الفرق الشاسع بين من خالف في هذه المسألة من أهل السنة والجماعة ومن خالف فيها من أهل البدع.

وقد جاء هذا البحث المختصر في تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة:  

  • تمهيد: تعريف الإسلام والإيمان.

  • المبحث الأول: تنبيهات توضح الصواب في المسألة وتقلل من حدة الخلاف فيها:

  • المبحث الثاني: الآيات والأحاديث التي قرنت بين الإسلام والإيمان.

  • المبحث الثالث: أقوال المخالفين في التفريق بين الإسلام والإيمان.

  • الخاتمة، وتضمنت ست ثمرات من ثمرات التفريق بين الإسلام والإيمان. 

      أسأل الله ان أكون قد وفقت للمقصود، والله المستعان وعليه التكلان، وصلى الله على محمد.

                               كتبه: أبو محمد صلاح محمد موسى الخلاقي