بيان مختصر لضلالات وانحرافات المدعو: (علي الجفري) - للشيخ عارف الجعفر

                                                                 بسم الله الرحمن الرحيم

                       (بيان مختصر لضلالات وانحرافات المدعو علي الجفري)

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:-

فقد اطلعتُ على خبر في جريدة أخبار الخليج بعنوان: (الداعية الحبيب الجفري في مهرجان إنشادي بالبحرين أول مارس)، وفيه: أن جمعية الإمام مالك بن أنس أعلنت عن إقامة منتدى ومهرجان إنشادي، وذلك لإحياء ذكرى المولد النبوي، وذلك في يوم الجمعة بتاريخ الأول من شهر مارس، وسوف تستضيف الجمعيةُ -لهذا الحفل- المدعوَّ: الحبيب علي الجفري -هداه الله تعالى للحق-، وأريد هنا أن أبين أمرين:

الأول: حكم الاحتفال بالمولد النبوي.

الثاني: بيان حال المدعو: الحبيب علي الجفري.

أولاً: حكم الاحتفال بالمولد النبوي:

     أفتى علماء المسلمين المحققون بأن الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بدعة محدثة؛ لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يدع الناس إليه، ولم يفعله الصحابة -رضي الله عنهم-، ولم يدعوا الناس إليه، فلو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم خيراً ومن الدين؛ لفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فإنه ما من خير يوصل إلى الجنة إلا ودلنا عليه، وما من شر يوصل إلى النار إلا وحذرنا منه، وقد أمرنا بالإتباع، وحذرنا من الابتداع.

      قال الشيخ ظهير الدين جعفر التِّزمنتي -رحمه الله تعالى-: (هذا الفعل لم يقع في الصدر الأول من السلف الصالح مع تعظيمهم وحبهم له -صلى الله عليه وسلم- إعظامًا ومحبةً لا يبلغ جمعنا الواحدَ منهم، ولا ذرة منه) أهـ. وفي هذا النقل أوضح بيان في أن الاحتفال بالمولد النبوي لم يكن معروفاً في القرون المفضلة الأولى.

     ومعلوم أن مالم يكن في عصر الصحابة ديناً، لا يصح أن يكون اليوم ديناً، قال إمام دار الهجرة: مالك بن أنس -رحمه الله تعالى-: (من أحدث في هذه الأمة شيئًا لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خان الرسالة، لأن الله يقول: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي"  فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا).

     ومن يزعم أنه يحتفل بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- محبةً وتعظيماً له، يقال له: إن المحبة الحقيقية للنبي -صلى الله عليه وسلم- هي في أن تتبع ما جاء به ولا تبتدع أموراً لم ينزل الله تعالى بها من سلطان، كما قال تعالى:  "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم".

     قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: (هذه الآية حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية بأنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» ولهذا قال: "إن كنتم تحبون الله فاتبعوني".

      هذا وقد تتابع علماء أهل السنة والجماعة على إنكار الاحتفال بالمولد النبوي، والحكم عليه بأنه من البدع المحدثات التي لم يكن عليه السلف الأوائل ولا من تبعهم بإحسان.

ثانياً: بيان حال المدعو: الحبيب علي الجفري:

      وأما المدعو الحبيب علي الجفري -هداه الله تعالى للحق- فهو أحد دعاة الضلالة في هذا العصر، يدعو للشرك، والبدع، والخرافات، والتصوف، بكل ما يملك من وسيلة، وقد وقع وأوقع في ضلالات كبيرة وشنيعة في أهم مهمات الدين، ألا وهو: توحيد رب العالمين -جل وعلا-، ومن هذه الضلالات الشنيعة:

الضلالة الأولى: زعمه أن الله تعالى ممكن أن يعطي الوليَّ قوةً يستطيع بها أن يخلق جنيناً في رحم امرأة دون أب.[مادة صوتية موجودة على اليوتيوب].

التعليق: لا يخفى عليك أيها السني أن هذا القول كفر وشرك بالله رب العالمين، حيث فيه نسبة صفة خاصة بالله تعالى لغيره، ألا وهي صفة الخلق الذي هو الإيجاد من عدم، وهذا القول القبيح مناقضٌ لقول الله تعالى: "هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون"، ولقوله تعالى: "قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار"، ولقوله تعالى: "الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل".

الضلالة الثانية: قوله عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هو الذي يفرج عني وعنك في ذلك اليوم، هو غياثنا في الدنيا، والبرزخ، ويوم القيامة) [مادة صوتية موجودة على اليوتيوب، وانظر: الرد الشافي على الجفري لعادل الفريدان صـ28].

التعليق: إن نسبة التفريج والإغاثة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذه الصورة شرك أكبر بالله تعالى، حيث تضمنت تسوية النبي -صلى الله عليه وسلم- بالله تعالى في هذه الأفعال، ومعلوم أن هذه الأفعال من خصائص الرب -جل وعلا- لا يشركه فيها على الوجه الذي يخصه غيره، فإنه تعالى هو الغياث وحده في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين"،  وقال تعالى: "وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين".

الضلالة الثالثة: زعمه أنه أتى في بعض الكتب السماوية أن الله تعالى يقول: أطعني عبدي أهبك أن تقول للشيء كن فيكون! [مادة صوتية موجودة على اليوتيوب].

التعليق: إن هذا القول -الذي نقله الجفري مقرراً له- كفر بالله تعالى، حيث إن تكوين الشيء بكن لا يكون إلا لله تعالى وحده، فهذا من خصائصه جل في علاه، وفي نسبة هذا الأمر لغير الله تعالى تمثيل للمخلوق بالخالق تعالى، وتسوية بينه وبين خالقه سبحانه، قال تعالى: "بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون".

الضلالة الرابعة: زعمه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخرج يده من قبره لأحمد الرفاعي لكي يقبلها! [مادة صوتية موجودة على اليوتيوب، وانظر الرد الشافي على الجفري صـ118].

التعليق: إن هذه القصة قصة منكرة من وضع الزنادقة، وهي من القصص التي يذكرها الصوفية دائماً -جهلاً أو خبثاً- وهي مبنية على غلوهم في النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى تعلقهم بالقبور، ولا يخفى عليك أيها السني ما في هذه القصة من خرافة وخزعبلات صوفية.

الضلالة الخامسة: زعمه أن أحد فقراء الصوفية عَلِمَ بدنو أجل الحافظ النووي شارح صحيح مسلم. [مادة صوتية موجودة على اليوتيوب].

التعليق: إن هذه القصة مبنية على اعتقاد فاسد، ألا وهو: أن أولياء الصوفية يعلمون الغيب -والعياذ بالله-،  ومما يرد هذا الاعتقاد الفاسد قوله تعالى: "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".

وتلاحظ أخي السني أن واحدة من هذه الضلالات الخمس كافية في جعل المسلم يبتعد عن المدعو: علي الجفري بقلبه وقالبه، حتى يسلم له دينه ولا يعرضه للخطر، وأهم ما على المرء حماية دينه وتوحيده، الذي به يدخل الجنة ويسلم من النار - أعاذنا الله تعالى من النار-؛ وهناك أخي السني ضلالات أخرى لهذا الرجل، سوف أسردها دون تعليق كثير، وفي مجرد ذكرها معرفة لقبحها وشناعتها.

الضلالة السادسة: زعمه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مشغول في قبره بنا. [مادة صوتية موجودة على اليوتيوب، وانظر: الرد الشافي على الجفري صـ23].

الضلالة السابعة: زعمه أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قطع يد رجل سارق، ثم أخذها وبصق عليها وأعادها كما كانت! [مادة صوتية موجودة على اليوتيوب].

وقد شابه بهذا خرافات الرافضة في قصصهم المتعلقة بآل البيت.

الضلالة الثامنة: زعمه أن الله تعالى خلق آدم عليه السلام لأجل محمد -صلى الله عليه وسلم-، [مادة صوتية موجودة على اليوتيوب].

وهذا يعارض قوله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".

الضلالة التاسعة: زعمه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتفل بمولده! [مادة صوتية موجودة على اليوتيوب].

وهذا من الجنون الذي لا غبار عليه.

الضلالة العاشرة: زعمه أن روح النبي -صلى الله عليه وسلم- تحضر لمن يحبه. [من مقابلة على التلفاز موجودة على اليوتيوب].

وهذا من خرافات الصوفية، وغلوهم في النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الضلالة الحادية عشرة: ثناءه على ابن الفارض وهو من أئمة القائلين بوحدة الوجود الذين يقولون إن الخالق اتحد بالمخلوق والعياذ بالله !!! وقد قال قائلهم: (العبد رب والرب عبد)!!! نعوذ بالله من الكفر والزندقة. [مادة صوتية موجودة على اليوتيوب].

الضلالة الثانية عشرة: حقده على علماء أهل السنة والجماعة، وافتراءه عليهم، وسخريته منهم.  [مادة صوتية موجودة على اليوتيوب]

الضلالة الثالثة عشرة: كذبه وافتراءه على العلماء بنسبة أقوال لهم لم تصدر منهم. [انظر: الرد الشافي على الجفري صـ73-76].

الضلالة الرابعة عشرة: حضوره محافل وحلقات الصوفية التي يذكرون الله فيها على طريقتهم المبتدَعة بذكر لفظ الجلالة فقط (الله، الله) وترنحه معهم فيها.  [مقاطع فيديو موجودة على اليوتيوب].

الضلالة الخامسة عشرة: زيارته للهالك بابا شنوده للإطمئنان على صحته، وثنائه عليه. [مقطع فيديو موجود على اليوتيوب].

الضلالة السادسة عشرة: تضعيفه لأحاديث صحيحة بعضها في صحيح الإمام مسلم، وفي المقابل يصحح أحاديث ضعيفة، بل بعضها موضوع، وكل هذا لتأييد مذهبه الرديء [انظر: الرد الشافي على الجفري صـ79].

♦فتوى فضيلة الشيخ العلامة عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية، في المدعو: الحبيب علي الجفري:

سُئل الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله تعالى- هذا السؤال:

ما رأي فضيلتكم في الحبيب الجفري، وهل هو من أهل السنة والجماعة، حيث سمعنا من بعض هذه البلاد أو من في هذه البلاد من لا يرى بأساً في الاستماع إليه، فأرجو أن تبينوا لنا عقيدته لأنه حصل ابتلاء عظيم بهذه الرجل؟

فأجاب -حفظه الله تعالى-:

(الرجل تحكم عليه أشرطته وكتبه، الرجل مبتدع خرافي يدعو إلى عبادة القبور والأضرحة، فهو خرافي، اشرطته موجودة بصوته بكلامه يستهزء بأهل السنة، وبأهل التوحيد، يسخر منهم).

[الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان].

وبعد هذا كله فالواجب على القائمين على جمعية الإمام مالك بن أنس، أن يتقوا الله تعالى في شعب مملكة البحرين وألا يأتوا  بهذا الرجل -علي الجفري- ويغشوا الناس به، والواجب على كل مسلم غيور على دينه أن يَحْذَر ويُحذِّر من هذا الرجل حتى لا ينخدع به أحد من المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

                                            كتبه: عارف بن عبد الرحمن الجعفر